منتديات الوليلى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الوليلى

 
منتديات الوليلىالرئيسيةأحدث الصورمركز رفع الوليلى الخاصدخولالتسجيلالتسجيل

 

 كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Om@r
المدير العام
المدير العام
Om@r


ذكر عدد الرسائل : 1315
العمر : 32
نوع نظام الويندوز : Windows XP
العمل : السباحة
نوع جوالك : Nokia 2600
علم بلدى : كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد 3dflag10
نقاط التميز :
كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد Left_bar_bleue100 / 100100 / 100كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد Right_bar_bleue

مزاجى : كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد Pi-ca-37
تاريخ التسجيل : 30/07/2007

كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد Empty
مُساهمةموضوع: كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد   كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد I_icon10الأربعاء 23 يوليو - 14:49

بسم سلام كبير و أحمر

بعد
ليلة طويلة ، قضيتها مع أصحاب السوء ، مع المثقلين بالسيئات ، المبعدين عن
الطاعات ، قضيتها معهم باللهو والسهر والغناء ، وديدن رتيب ممل مضحك مبكي
، يشعر العاقل في خضمه أنه لا قيمة له ، ولا حاجة إليه ..

كل ليلة
على هذا المنوال ، فلما تدحرجت عقارب الساعة ، واستقرت على ضفاف الهزيع
الأخير من الليل ، ركبت سيارتي وعدت إلى المنزل ، فكانت الساعة وقتئذ تشير
إلى الثالثة بعد منتصف الليل ، فتحت باب المنزل ودخلت ، فإذا بجدتي يرحمها
الله ، قد افترشت سجادتها ، في ناحية من البيت ، ومضت في صلوات كثيرة
وطويلة ، لم أحص لها عدا ..



إلا أنني أذكر أنها كانت تصلي
وهي جالسة ، فقد تعبت من الوقوف ، فآثرت الوقوف بين يدي الرؤوف عن الوقوف
، فاستمرت في صلاتها قاعدة ، فاستوقفتني لحظات الرحمة والتوفيق ، من
الغفور الرحيم لأقف أنظر إليها وهي تصلي ، غير عابئة بالنائمين ، ولا
مكترثة بالداخلين والخارجين ، فأحسست من تلك اللحظة ، بشيء غريب ينتابني ..

وكأن
شيئا ما سيحدث في حياتي ، ثم دخلت غرفتي ، حاولت النوم ، فلم يكن لي منه
نصيب ، فأصبحت صورة هذه العجوز في مخيلتي ، وأمام عيني ، ومن حولي ، وفي
كل مكان من غرفتي ..

يا الله ، ما ذا أصابني ، ثم عدت أرسل الفكر
والتأمل في نفسي وحياتي ، وشبابي وصلابة عودي ، وقوتي وفتوتي ، كيف أبدد
هذه النعمة في معصيةِ أهبها ، وهذه العجوز ، التي جلست على حافة القبر ،
تتهجد وهي جالسة ، تعبت من الوقوف ، لا شك بأنها تحب أن تصلي وهي واقفة ،
فما الذي منعها ؟

إنه الكبر والهرم ، إذاً لا شك إنها تتمنى أنها
في شبابي ، وأنا أضيِّع هذا الشباب ، ثم من يضمن لي أن أعيش حتى أبلغ ما
بلغت من العمر ، فسرحت في تأملات ، خالطها صوت المؤذن وهو ينادي لصلاة
الفجر ( الصلاة خير من النوم ) ..



قلت أين النوم ، الأمر
أعظم من النوم ، القضية مفترق طريق ، ولا بد أن أتخذ قراراً سريعاً ،
فسألت الله عز وجل أن يعينني ، فإذا بي أشم رائحة التوبة ، وأذوق طعمها ،
وإذا بقلبي يخضع لوابل الرحمة فتتفجر منه أنهار الأيمان ( وإنَّ من
الحجارة لما يتفجَّر منه الأنهار ) ، فشعرت كأنني أولد من جديد ..

ثم
خرجت إلى المسجد ، وكنت أول الداخلين من المصلين بعد المؤذن ، فصليت سنة
الفجر ، وتناولت المصحف ، وشرعت اتلوا آياته ، وأتأملها ، فإذا بها
تخاطبني ، وتواسيني ، وتزيل عني هموم الذنوب والخطايا ، بسعة رحمة رب
البرايا ..

فما زلت كذلك ، فإذا بيد تمتد نحوي لتصافحني ، فمددت
يدي ، ونظرت إلى صاحبها ، فإذا به والدي رحمه الله رحمةً واسعة ، وكان كل
شيء يتوقعه مني ، إلا أن يجدني في المسجد ..

فنظر إليَّ نظرةً لا
تغيب عني أبداً ، نظرة لا أستطيع وصفها ، بها كل الأحاسيس والمشاعر مختلطة
، احتضَنتْها عبرةٌ جاشت في فؤاده رحمه الله ، فارتمت على آثارها المدامع
فوق خدَّيه ، وكأن لسان حاله يقول :



سبحان من فتق القلوب أنارها بمحاسن التقوى جلى أبصارها

ما كنت أحسب أن مثلك يهتدي أم أن يمـيز ليلـها ونهـارها

فلطالما قد جئت نحوك ناصحا أن تعرف الأصحاب كي تختارها

أن تتركن الملهيات جميعها أعـوادهـا أقواسـها أوتارهـا

فنظرت نحوي عاتبا مستكثراً أنـي أريك طريقـها ومسارهـا

ولدي أحبك صائما ومصلياً ومن البرية قد صحبت خيارهـا

ولدي أحبك زاد حبك بعدما تتلوا من السور الكرام قصارها


من محاضرة : ( سبب هدايتي جدتي ) للداعية عبد الله السالم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elwelely.yoo7.com
 
كلُّ شيءٍ إلاَّ المسجد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الوليلى ::  الساحة الاسلامية :: الساحة الاسلامية العامة-
انتقل الى: